سورة الأنفال - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنفال)


        


موهن كدهم: بتقوية قلوب المؤمنين بنور اليقين، والثبات على انتظار الفضل من قِبَلِ الله، وموهن كيدهم: بأن يأخذَ الكافرين من حيث لا يشعرون، ويظفر جندُ المسلمين عليهم.


قوله جلّ ذكره: {إن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَآءَكُمُ الفَتْحُ}.
قال المشركون- يوم بدر- اللهم انصرْ أََحَبَّ الفِئتين إليك، فاستجابَ دعاءَهم ونصر أحبَّ الفئتين إليه.. وهم المسلمون، فسألوا بألسنتهم هلاكَ أنفسِهم، وذلك لانجرارهم في مغاليط ما يُعَلِّقون من ظنونهم، فهم توهَّموا استحقاق القربة، وكانوا في عين الفرقة وحُكْمِ الشِّقْوَةِ، موسومين باستيجاب اللعنة بدعائهم، والوقوع في شقائهم؛ فاختيارهم مُنُوا ببَوارِهم.
ويقال ظنوا أنهم من أهل الرحمة فَزَلُّوا، فلما كُشِفَ السترُ خابوا وذَلُّوا، فعند ذلك علموا أنهم زاغوا في ظنهم وضلوا.
قوله جلّ ذكره: {وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}.
فيغفر لكم ما قد سَلَفَ من خلاف محمد صلى الله عليه وسلم.
{فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} ليس المراد منه المبالغة؛ لأنه يقال هذا خير لك من هذا إذا كان الثاني ليس في شر، وترك موافقتهم للرسول صلى الله عليه وسلم- بكل وجهٍ- هو شرٌّ لهم، ولكنه أراد به في الأحوال الدنيوية، وعلى موجب ظنِّهم.
قوله جلّ ذكره: {وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ}.
يعني إنْ عُدْتُم إلى الجميل من السيرة عُدْنا عليكم بجميل المِنَّة، وإنْ عاودتم الإقدام على الشَّرِّ أَعَدْنا عليكم ما أذقناكم من الضُّرِّ.
قوله جلّ ذكره: {وَلَن تُغْنِىَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللهَ مَعَ المُؤْمِنِينَ}.
مَنْ غَلَبَتْهُ قدْرُة الأحد لم تغْنِ عنه كثرة العدد.


قوله جلّ ذكره: {يَأَيُّهَأ الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ}.
الناس في طاعة الله على أقسام: فمطيعٌ لخوفِ عقوبتِه، ومطيعٌ طمعاً في مثوبته، وآخر تحققاً بعبوديته، وآخر تشرفاً بربوبيته.
وكم بين مطيعٍ ومطيعٍ! وأنشدوا:
أحبك يا شمسَ النهارِ وبَدْرَه *** وإنْ لامني فيك السُّها والفراقد
وذاك لأنَّ الفضلَ عندك زاخِرٌ *** وذاك لأنَّ العَيْشَ عندك بارِدُ
قال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ} ولم يقل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول، وفي ذلك نوع تخصيص، وحزب تفضيل يَلْطُفُ عن العبارة ويَبْعُد عن الإشارة.
قوله جلّ ذكره: {وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ}.
أي تسمعون دعاءه إياكم، وتسمعون ما أُنزِلَ عليه من دعائي إياكم.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8